عبقرية الرمز القبطى - بحث فى جذوره المصرية
إن الجانب الفكرى والفلسفى لتطور الرمز عند المسيحيين بشكل عام هو جانب مرتبط قبل كل شىء بالعقيدة المسيحية فالفكر ليس مجرداً والفلسفة ليست منعزلة ..حتى وإن حاولت أن تشمل كافة أمور الحياة فهى فى ذلك كانت تهدف إلى أن يسلك الفرد المؤمن حياته من خلال العقيدة وذلك فى ظل ازدهار النشاط الفلسفى فى الشرق فى القرون الميلادية الأولى ولاسيما فى مصر..تماماً كما كان يحدث عند المصرى القديم وهو ما يعد استمراراً واضحاً لصفات الشخصية المصرية. أما فيما يخص العقيدة وهى تمثل الزاوية الثانية فى مثلث (الرمز - العقيدة - الفن)..كان من اللازم الرجوع للوراء أكثر من ذلك لتتبع أصول الفكر والفلسفة الرمزية فى العقيدة المسيحية للكنيسة الشرقية..وإن بدت الأمور وكأنها تتشعب ..إلا أنه كلما ازداد التعمق التاريخى والفكرى كلما ازداد معه فهمنا لهذا الفكر وتلك الفلسفة. فعندما بحَثَت الكنيسة المصرية عن مفتاح الاستقلالية عن باقى الكنائس الأجنبية والتميز فى شكل عمارتها والفنون المقدسة التى سوف تعبر عن رؤيتها الخاصة بالعقيدة..لم يكن هناك مفر من الإستقاء والاستلهـام من الرصيد التراثى الهائل والعظيم والمتميز للمصريي...