بين هيلين وكاميليا.. هل من طروادة جديدة!!؟؟

يخطىء كل من يظن ان هيلين هى سبب سقوط طروادة، وكما يخطىء من يظن ان وفاء أو كاميليا او عبير أو اى امرأة اخرى سوف تكون سبب سقوط مصر أو أى دولة او مملكة أخرى، فمصر.. لن تسقط بسبب اى منهن ولا غيرهن. إن هيلين كما تناولتها الاسطورة الاغريقية تمت غوايتها من قبل باريس، ولما هربت معه الى طروادة اشتدت حمية زوجها منيلاوس ملك اسبرطة ومعه رجال الاغريق فأعلنوا الحرب على طروادة، فلا الطرواديون سلموا هيلين لزوجها تحت مسمى الشهامة، ولا الاغريق رضوا بالمهانة تحت مسمى الشرف..، وبعد أن سقطت طروادة وقتل نساؤها وأطفالها ورجالها وبعد ان قتل خيرة رجال الاغريق بمن فيهم اخيل، عادت هيلين الى منيلاوس!!!! .. يا نهار أزرق بعد كل ده رجعت بسلامتها هيلين الى زوجها. ومثلما لفقت تهمة إخراج البشرية من الجنة لحواء ومثلما هدد حب ديانا عرش الامبراطورية البريطانية أيضاً كان اللوم على هيلين فى سقوط طروادة، ولكن الحق ان غباء الرجال وطريقة حكمهم على الاشياء هو الذى يسقط المملكة والعرش والشعوب. هل المرأة لم تكن هى شماعة الذنوب التى يعلق عليها البشر خطاياهم؟ هل قوة حصون طروادة وقوتها وجمالها لم يستفزوا رجال الاغريق ليحاصروها عشرة سنوات؟ هل العنصرية لم تكن وراء مراقبة وتهديد ديانا بل وقتلها كما يرى البعض؟ بلا .. لقد كانت كل هذه الاسباب الخفية وراء سقوط الضحايا ووراء الاتهامات والكراهية والخراب. فحواء لم تغو آدم.. وهيلين لم تستحق ان يحارب من اجلها رجل لم تحبه .. وديانا لم تهرب الا من القسوة والاهمال والاستعلاء.. هكذا ارى الأمور بكل بساطة . نعود لمصر .. مصر الشرقية .. لماذا يستعجب البعض او الكثير من المسلمين دفاع المسيحيين عن نسائهم وتمسكهم بهن.. اليسوا شرفاء.. اليس لديهم نخوة، ولو كانت وفاء مسلمة فى أصلها واعلنت مسيحيتها، أكنتم تتركونها يا رجال المسلمين لتختار؟؟؟؟!!! افيقوا يا رجال المسلمين، أنتم الشرقيون بالاساس.. لم ولن تتركوا النساء لتختار فى هذا الشأن ما حييتم، لماذا تطلبون من رجال المسيحيات وأمهاتهن وكل اقاربهن ان يتركونهن ؟؟؟!! ولماذا الاستفزاز؟؟ والاضطهاد والبحث عن الثواب فيما ضاق به المجتمع؟؟ ألا يوجد ثواب فى غير ذلك؟؟.. الا يوجد من المسلمين والمسلمات من يستحقون منكم المساندة والحصول عن طريق مساعدتهم مثلا يعنى على اعظم ثواب؟ ألا يوجد ثواب الا فى تبشير النساء المسيحيات على ارض مصر؟ أتركوهن لشأنهن.. فالعالم كما يقال عنه قرية صغيرة، وانتهى عصر التنوير وعصر التبشير فى مدن العالم، ان وفاء وكاميليا وعبير وغيرهن لسن فى حاجة الى التعريف بالاسلام، ولا ينقصهن من الرجال المسيحيين رجال مسلمون، فهن لن يُسقطن مصر ولن يخربونها، وانما انتم، انتم الذين سوف تقودوننا جميعا للدمار، تماما مثلما فعل الإغريق من قبل.، عندما هدموا حصون طروادة وبيوتها على أعتابها، غير ان طروادة هذه المرة هى نفسها بيتكم ووطنكم مصر. لكم اتمنى ان تترك المرأة دائما لكى تختار.. فهى انسانة مسئولة حكّمناها قاضية وأم وحكيمة، فلو اختارت ما ترونه عيباً فعليها يقع العيْب والذنب، ولو اختارت الحق فلها الانتصار..، ولكن ولأننا فى مجتمع شرقى لا يأبى التنازل عن قناعاته، فلن تكون حرية المرأة موضع الاختيار، ولكن على الاقل لا تدّعون أن أياً من وفاء أو كاميليا او عبير سوف تكون سبب خراب البلاد .. وإنما السبب هو اصراركم على استحضار الازمات وارتداء أقنعة الإصلاح والشهامة والشرف، كفوا ايديكم عن أمن الوطن وعن بيوت وحرمات اخوتكم المسيحيين، واعلموا ان لو وفاء وكاميليا وعبير صادقات فى اسلامهن لما رجعن عنه ولو بضغوط العالمين ولو بعد سنين. د.زينب نور nourzeinab@yahoo.com

Comments

Popular posts from this blog

عبقرية الرمز القبطى - بحث فى جذوره المصرية

ارحموا عزيزَ فنٍ ذَل

الرمز فى الاسطورة المصرية القديمة1