Posts

Showing posts from March, 2011

ارحموا عزيزَ فنٍ ذَل

Image
ارحموا عزيزَ فنٍ ذَل شكل1- سقف البهو الرئيسى بالطابق الأول المكان : مدرسة توشكى الإعدادية بنين بالإسكندرية - قصر كونت دى زغيب سابقاً الزمان : ظهيرة أحد الأيام المشمسة – سنة 1999 دواعى زيارة المكان : بحث ميدانى خاص برسالة الماجستير فى مجال الفنون الجميلة كانت بوابة المدرسة الخارجية مغلقة .. فقرعت عليها بقوة ثلاث مرات متتاليات، ففتح لى رجل عجوز عابس الوجه قائلاً : نعم . قلت له : أريد أن أقابل السيدة الناظرة .. فازداد عبوساً وقال : اتفضلى خُشّى! دخلت لأجد أمامى الواجهة الخارجية لقصر الكونت دى زغيب الذى طالما بحثت عنه فى شوارع الإسكندرية .. والذى كان قد اختفى خلف سور المدرسة والغابات الخرسانية أمامه وعلى جوانبه. ورغم حالته المنهكة إلا أننى وأنا أدخل استعدت سريعاً عبق الماضى الجميل الذى كانت المنطقة كلها تتمتع به قبل حوالى خمسين عاماً ..، وللأسف فور دخولى سمعت جرساً طويلاً ..لم ألبث أن أدركت أنه جرس الفسحة.. ولكنى لم أكن بعد قد عرفت أى الطرق أسلك.. ولم يكن الحارس قد أغلق البوابة بعد..حيث كان لايزال يراقبنى وأنا أتطلع إلى أعالى الواجهة العجوز الجميلة . وما هى إلا ثوان معدو

Mural Painting between Nationalism and Absolute Creative Freedom..

Image
Abstract - research Published in 2008 Not considered strange, the strong relation between the expression of nationalism & the mural painting since the early times and even now, & because the mural painting is often presented to many different kinds of people and groups, therefore it is not limited to the high class, so there is a creative dilemma to the artist, who is bound to limit his absolute freedom and take into account the tastes of different categories .. And even though he has to come out with a new creative solution, otherwise his art work would not be under the mantle of Fine Arts. ** In fact the mural painting has a message that Western countries had begun to revive since the early twentieth century, where this art is designed primarily to access to the ordinary man in the street, in demonstration of the knowledge of those communities the importance of returning once again to the cities and towns streets, Thus Murals, Trompe l'oeil & art works could

الكنيسة القبطية ..انتصار للشخصية المصرية 2

Image
أهم ما تميز به الصراع الذى تم تناوله فى المقال السابق.. أن كنيسة الإسكندرية كانت أول من وجّهت الخلافات الدينية فى العالم المسيحي بأسره وكان ذلك بظهور آراء فلسفية أو لاهوتية طرحها الأسقف (أريوس) وهو ليبى الأصل عاش بالإسكندرية وكان يقول "إن الأب وحده الله، والإبن مخلوق مصنوع وقد كان الآب إذ لم يكن الإبن"..وهو ما يخالف الإعتقاد المسيحى بالمساواة بين الآب والإبن.. فهوجم (أريوس) واعتبر من الهراطقة من قبل كنيسته والكنائس الأخرى.. وبالرغم من اعتباره مهرطقاً..إلا أن آراءه قد أثرت على من بعده من الغربيين..ونستطيع أن نجد لها صداً فى كثير من الآراء قبلها وقبل المسيحية فى الفكر المصرى القديم ¨ وأيضاً بعدها فى كل من الكنيستين البيزنطية والكاثوليكية كما سيلى الحديث عنه فيما بعد. فكنيسة الإسكندرية بعد أن تخلصت من (أريوس) دخلت مرة أخرى فى صراع مع الكنيستين الغربيتين بكامل سلطتهما وقوتهما وهما كنيستى روما وبيزنطة بالإضافة إلى كنيستى أورشليم وإنطاكية § ..(التى تقع فيما بين تركيا وسوريا..والتى أطلق على تابعيها الروم ولكنها لا تتضمن الشوام الذين انضموا الى المصريين فى معتقدهم ولقبوا بالسر

الكنيسة القبطية ..انتصار للشخصية المصرية 1

Image
بعد وفاة الإسكندر الأكبر فى 323 ق.م وتحول مصر إلى دولة بطلمية ازداد انتقال الجموع الغفيرة من أهل اليونان للعيش بمدينة الإسكندرية والتى شهدت انصهاراً غير مسـبوق فى أىٍ من مدن العالم للحضارات والثقافات المختلفة بل ودوناً عن غيرها من المدن التى سميت بنفس الاسم.. سواء التى أسسها الإسكندر أو تلك التى قد سميت بإسمه لاحقاً..ولا يستطيع أحد أن يتجاهل كون هذه المدينة ..قد أقيمت فوق أرض مصرية ..قبل قدوم الإسكندرإليها ..فهى تمثل بذلك امتداداً جغرافياً وتراثياً للحضارة المصرية القديمة والتى بالطبع قد أضافت الكثير إلى الحضارة الإغريقية فى نطاق حدودها بل وخارجها أيضاً، وكانت مدينة الإسكندرية المصرية إحدى أهم معاقل العالم الهللينستى للفكر والفنون والعلوم ..وذلك بفضل دعم الأسرة البطلمية لهذه التوجهات ورعايتها للعلماء من شتى أنحاء العالم والذين قد استفادوا بشكل واسع من العلم والحكمة المصريـة القـديمـة ..فلقد أمر ملوك البطالمة وخاصة الأول (سوتير) والثانى (فيلادلفوس) بجمع كل ما أمكن الحصول عليه من لفافات بردية بالمعابد المصرية القديمة للإستفادة بما جاء بها من علم وحكمة كما قام الكاهن المصرى (مانيتون) ب

ما وراء الرمز من أسرار كونية عند المصرى القديم

Image
استكمالاً لزوايا المثلث النظرى السابق تحديده فى المقالات السابقة :( الرمز ، العقيدة والفن ) نستطيع فى هذا الجزء أن نخوض فيما يتعلق بالفن عند المصرى القديم وبناءاً على ما تم ذكره..، فمن خلال جميع الدلالات السابقة والتى قد لا تنتهى .. يتضح لنا مدى أهمية الرمز بالنسبة للعقيدة المصرية القديمة ..حيث نستطيع تلخيصها فى أن الرمز لم يكن فقط عنصر ضمن منظومة سحرية أو فكرية أو عقائدية أو حتى كل هذه المنظومات المرتبطة ببعضها البعض والمتشابكة بصورة اتحادية وليست تنافرية لحد يفوق تصورنا فى هذا المجتمع المعاصر والذى لم يستطع رغم كل محاولاته المتواصلة سبر أغوار هذه الحضارة الجبارة.. ولكن كان الرمز بالنسبة للمصرى القديم بمثابة “العمود الفقرىّ” لرؤيته العقائدية الصوفية والكونية، ولقد تجلت أشكاله وأمثلته فى شتى الفنون المصرية القديمة والتى حاول المصرى القديم من خلالها تسجيل أفكاره وقيمه بل ومقومات حياته الخالدة قبل حياته الفانية … ولا نستطيع عند تعجبنا لمعرفة هذا المصرى بأسرار الكون إلا أن نصل إلى أقصى مدىً لهذا التعجب.. وذلك عندما نستمع إلى ادلاءات العلماء فى العصر الحديث بأن الكون قد خلق تبع

السحر والرمز عند المصرى القديم

Image
استكمالاً لما بدأنا الحديث عنه فيما قبل عن الرمز عند المصرى القديم ..ولكى تكتمل الصورة ..كان من الأهمية تناول مسألة السحر عند هذا المصري العظيم ..إذ لا يمكننا تجاهله بدعوى أن السحر فى حد ذاته وبشكل عام هو من أعمال “الخزعبلات” والشعوذة ولا يفترض أن يرتبط ببحث علمى..،إلا أنه فى الأبحاث العلمية الخاصة بمجال المصريات وجد الكثير من العلماء أنه لكى نستطيع التوصل إلى رؤية واضحة وشاملة للفكر المصرى القديم يجب أن نتخطى الزمان والمكان للوراء ونحاول أن نعيش هذا الفكر بكل صوره ومظاهره حتى نستطيع أن نصل إلى الفهم المثالى..وبدون ذلك قطعاً لن نستطيع بفكرنا المعاصر أن نتفهم ونفهم هذا الفكر العظيم..، أما فى بحثنا هذا فسوف تتضح فيما يلى علاقة هذا كله بالموضوع. فلقد ظهرت العديد من المؤلفات والأبحاث العلمية فى هذا المجال والتى استطاعت أن تؤكد أن السحر عند المصرى القديم ليس مثل السحر عند غيره من الشعوب القديمة أو حتى المعاصرة..فهو عند المصرى القديم كان مقترناً بالعقيدة ..وكان بمثابة العلم ..مثل علم الفيزياء فى حياتنا المعاصرة مثلاً ولم يكن أبداً شعوذة كما أشيع عنه من قبل فئات مغرضة أو جاهلة..فالسحرة ال

فى ذكرى رحيله..رجُل واحد بس فيكى يا مصر إسمه "إيزاك فانوس"؟ !!

Image
كدت أحلف على المصحف لموظفة دليل التليفونات أن الإسم الذى أقوله لها هو اسمُ مضبوط..، فبعد ستة آلاف (إيه)!؟ ..سألتنى : هو ده اسم شركة ولاّ إيه؟، فقلت فى نفسى (يادى النيلة السودة!!).. وقلت لها : "لأ ..ده اسم واحد راجل... لو سمحت إكتبيه زى ما هو كده وشوفيلى النتيجة إيه"!!، وبعد ثوان معدودة : قالت الموظفة:.. " أهوُ!! .. فيه واحد بس اسمه إيزاك فانوس. وكانت .... فطوال سنوات حاولت مراراً وتكراراً أن أصل إلى هذا الرجل الذى قد شاهدت له العديد من الأعمال الفنية بكنائس الإخوة الأقباط بمدينة الإسكندرية..ولكن دائماً ما كنت أخرج صفر اليدين..، إلى أن انتقلت للحياة فى القاهرة.. وتابعت فى أبحاثى الكثير من الأعمال التى تنتمى إلى هذا المجال.. فقررت أن أجده . وبالرغم من شهرة إيزاك فانوس بين رجال الدين المسيحى..، إلا أن وسيلة الإتصال به وخاصةً فى سنواته الأخيرة بَدت وكأنها غير واقعية..، ولم أكن أتصور أن تجربة دليل التليفونات تلك سوف تنجح ..ولكنها نجحت بالفعل. وبعد أن أخذت رقم التليفون من الموظفة التى صفعت فى وجهى الخط.. طلبت فوراً الرقم.. ليرد علىّ صوت رخيم (كُبّارة).. فاضطربت قليلاً ع