Posts

Showing posts from January, 2011

الرمز فى الاسطورة المصرية القديمة 2

Image
فى عودةٍ للحديث عن الرمز عند المصرى القديم لاسيما فى اساطيره ..نجد أن عند المصرى القديم كانت للرمز قيمة فى حد ذاته فهو - كما ذكر ” مانفرد لوركر ” فى معجمه عن الرموز المصرية - بالنسبة له واقع وحقيقة ولا يعنى اللون الأحمر بالنسبة له الحياة فقط بل أنه مخضب بالحياة ذاتها وقد يجعل البعث ممكناً بعد الموت”،”ويعتمد الاستدعاء الرمزى بأكمله على أشياء مفترضة هى فى النهاية اتصال حقيقى بالأشياء تعتمد على العلاقة بين العالم الصغير (الإنسان) والكون المنظور (الكائنات) ، فالرمزية هنا عبارة عن رؤية شاملة وكاملة لما يجب أن تكون عليه علاقة الإنسان بالكون ومخلوقاته من ناحية وبالإله من ناحية أخرى .. وهى علاقة لطالما قد سعى المصرى القديم إلى جعلها مستقيمة.. معتدلة ..عادلة وهى الفكرة التى تجسدت فى رمز ( ماعت )* ربة العدالة والضمير الكونى والمقاييس المنضبطة والنظام فى شتى صور الحياة وبالأخص الفنون¨..، وجاءت نظرية البعث وأمنية الخلود استكمالاً لهذه الرؤية العقائدية الناضجة.. وهذه النظرية وتلك الأمنية كانتا من أهم أواصر التماسك بين أفراد المجتمع المصرى القديم حيث شكلتا منتهى آمال وأهداف الإنسان المصرى البسيط

الرمز فى الاسطورة المصرية القديمة1

Image
ظهرت إبداعات الفكر المصري القديم جلية فى الأساطير خاصة تلك التي تدور حول موضوع الخلق ، وإذا كان مفهوم الأساطير لدى المصريين القدماء قد فُهم من البعض على أنه وصف لإنجازات الآلهة فى بداية العالم كما يعتقد المصرى القديم..فإن هذه الأحداث التى رسمها لنا المصرى القديم من وجهة نظر البعض الآخر ما هى إلا رموزاً تشرح تنظيم الكون وكما جاء فى معجم المعبودات والرموز فى مصر القديمة للعالم مانفرد لوركر : ” فإله الهواء ( شو ) يفصل السماء ( نوت ) عن الأرض ( جب ) وهو عمل رمزى يبرز الشعور بالسمو والانحطاط، والنور والظلام والخير والشر ، وتجدر الإشارة إلى أن تفسيره هذا قد يختلف عند عالم آخر ولكنها فى النهاية تكهنات لما قد تقصده هذه الرموز المصرية القديمة ويؤخذ فى الإعتبار عند كل ذٍكر لكلمة إله أو آلهة الترجمة البديلة المفترضة وهى الرب أو الأرباب ). (شو) الهواء يجلس فوق (جب)الأرضويرفع أخته (نوت)السماء …. كما يؤخذ فى الاعتبار أيضاً أن لفظ ” أسطورة أو خرافة بالعربية يعنى الحديث الباطل الذى لا أصل له ، أما myth بالإنجليزية فهى قصة تدور حول شخصيات خارقة للطبيعة وتماثلها Legend وإن كانت تستخدم أيضاً للقص

أصل العقيدة وارتباطها بالرمز عند المصرى القديم

بعد الرمز .. تأتى العقيدة التى تشكل الزاوية الثانية فى المثلث النظرى السابق تحديده فى المقال السابق ( الرمز- العقيدة – الفن ) .. والعقيدة المصرية القديمة كانت ولازالت محل فضول وشغف .. كما أنها كانت ولا تزال أيضاً تتعرض للتشويه الفكرى ، على الرغم من إعتراف الكثير من علماء العالم وخاصةً فى مجال الأديان المقارنة بفضـلها علـى الفكر الإنساني بشكل عام .فإذا كانت الرمزية هى أولى وأشهر سمات الفن القبطى وخاصةً القديم .. حيث عرف ببُعده عن كل الماديات وتقربه من عالم الروحانيات..فيبدو أن هذه السمة الرئيسية لهذا الفن ليست ســـوى إرثاً عن الرمزية فى الفن المصرى القديم ..، وهو ذاته الفن الذى ارتبط بالعقيدة وكان الهدف منه التواصل مع عالم المقدسات فى حياة أخرى خالدة .. فكان هذا الهدف هو نفسه عند القبطى أى المصرى المسيحى والذى ظهرت فى فنونه بشتى أشكالها العديد من الرموز والأفكار الفلسفية التى استخدمها المصرى القديم ..، ويبدو – كما تعتقد الكاتبة – أن المصريين فى حد ذات شخصياتهم على علاقة أزلية مع الرمز أياً كانت طبيعته .. تشكيلية أو تعبيرية .. فالأمثال الشعبية يمكن أن نعتبرها رموزاً لقصص ومآثر يستخدمها ا

هل كان الرمز فى مصر القديمة هو اساس الكتابات الاولى للانسانية؟!!

Image
هل كان الرمز فى مصر القديمة هو اساس الكتابات الاولى للانسانية؟!! ما دامت مصر هى فجر الضمير البشري .. فإنه من الطبيعى أن يكون لديها الكثير إن لم يكن جميع التفسيرات والأصول الأولى للرموز الفكرية والتشكيلية..….. فالرمز يمثل إحدى زوايا المثلث النظرى الهام ( الرمز ، العقيدة والفن ).. وهو المثلث الذى يدور حوله هذا المقال وغيره لاحقاً ، فلقد قـيل عن الرمز أنه لغة إيحاء.. وهو كما وصفه فيليب سيرنج فى كتابه ( الرموز فى الفن - الأديان – الحياة ) : هو شئ “ما يقف بديلاً عن شئٍ آخر أو يحل محله أو يمثله بحيث تكون العلاقة بين الاثنين هى علاقة الخاص بالعام أو المحسوس العيـانى بالمجرد وذلك على اعتبـار الرمز شيئاً له وجود “حقيقى” مشخص إلا أنه يرمز إلى فكرة أو معنى محدد”..، كما أن الرمز يستطيع الفرد من خلاله – كما تستطرد دكتورة أميرة مطر فى كتابها ( فلسفة الجمال ) - ” استخلاص مفاهيم قد يصعب شرحها فهو فى النهاية أحد وسائل الفهم والتعبير معا ً، كما وصفت الرمزية بأنها فن التفكير من خلال الصور والأشياء المستخدمة كرموز مادية أو معنوية أو حتى أحداثاً تاريخية مثل ذبيحة إسحاق وأضحيته والتى أصبحت رمزاً للتضحية وا